السويس.. منها انطلقت شرارة الثورة.. والبطالة عدو أبنائها الأول

مدينة تحملت العبء الأكبر في كل حروب مصر
السويس.. منها انطلقت شرارة الثورة.. والبطالة عدو أبنائها الأول

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

السويس.. مدينة ارتبط اسمها دوماً بأحداث مصر الجسام، ابتداء من حرب العام 56، وأيام التهجير والرحيل في حرب الاستنزاف في السنوات التي تلت هزيمة يونيو/ حزيران عام 1967، وأيام الصمود والمقاومة في المرحلة الأخيرة لحرب أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1973، لتعود بعد الحرب مدينة للبناء والإنتاج، كواحدة من أبرز المدن المصرية التي تتركز فيها صناعات النفط والبتروكيماويات والأسمدة والحديد، وفي لحظة نداء الوطن مجدداً، تعود السويس مرة أخرى لخط الجبهة لتقدم لمصر في هذه المرة أول دماء تسيل في سبيل ثورة الخامس والعشرين من يناير.
بطالة مزمنة
السويس بتركيبتها التي تمثل نموذجاً مصغراً من المجتمع المصري، تحتضن أهل الجنوب والشمال ومدن القناة معاً، ورغم ثراء وتنوع اقتصاد المدينة من صناعات ثقيلة وقناة السويس، والسياحة وقليل من النشاط الزراعي، تقدم أيضاً نموذجاً لأحد أوجاع المجتمع المصري، ممثلاً في مشكلة البطالة، كون الغالبية من أبنائها هم من الشباب الباحثين عن فرص عمل، يرى كثير منهم أنها موجودة ولكنها تذهب لمحظوظين من خارج أبناء المحافظة.

هؤلاء الشباب، أو غالبيتهم خرجوا وتظاهروا ليعبروا عن سخطِهم على واقعٍ يرونه ظالماً، ويجلس غالبيتهم على أرصفة المقاهي بلا عملٍ، المشكلة التي دفعت بالجيش الثالث، والذي يقع مقره في نطاق المدنية الجغرافي، لعقدِ اجتماعات مكثفة مع أصحاب المصانع والشركات لمناقشة السبل المطروحة لتوظيف أكبر نسبة ممكنة من الشباب العاطلِ عن العمل.

وعقب اللقاء، قال اللواء صدقي صبحي قائد الجيش الثالث، إن اللقاء جاء صريحاً ومفتوحاً وناقش حجم المشاكل والحلولِ المقترحة لها، وأن رجال الأعمال تبرعوا بأربعة ملايين جنيه مصري كما وعدوا بتوفير ألف فرصة عمل للشباب.

من جانبه، قال رجل الأعمال عبدالناصر السعدي، إن رجال أعمال آخرين اقترحوا أفكاراً جديدة للحد من البِطالة كدخول رجال الأعمال مع الجيش في مشاريع لاستصلاح الأراضي الصحراوية الشاسعة في المحافظة لإقامة مشاريع زراعية وغذائية.

أما رجل الأعمال حاتم الجارحي، فقال إن رجال أعمال آخرين طالبوا بأهمية تقنينِ عمليةِ التعيين في المشاريع الحالية لأبناء السويس، مؤكدين أن سبب انتشارِ البِطالة في المحافظة يعود إلى تجاهل أصحاب المشاريع لتعيينِ أبناء السويس باعتبار أن لهم الأفضلية في العِمالة في السويس قبل المحافظات الأخرى.

وعقد اللقاء في وقت حساس وحرج يمر فيه الاقتصاد المصري بسبب بطء عجلة الإنتاج ويضاف إليها عودة مئات الآلاف من العمال المصريين من ليبيا.