[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بدل رفو داخل متحف هارار
أول شرقي يطرق أبواب متاحف اقليم كارنينا
بدل رفو المزوري
رحلة بين جبال النمسا الى اقليم كارنينا والبحث عن مغامرات الرحال والمستكشف هارار هاينريخ ولغاية أن تصل الى بلدة هوتين بيرغ. وبالرغم من انها صغيرة ويقطنها 1600 نسمة فقط، وتقع على ارتفاع 700 متر ولغاية 2000 متر على مستوى سطح البحر، فهي قبلة النمساويين والسياح ولكن سياح الغرب وليس الشرق.
تقع متاحف كثيرة فيه ومنها متحف لعروض ادوات الجبل وتقام في منجم قديم يعود لعام 1576 وبطول 900 متر، وفي اجواء فريدة من نوعها وانطباعات باهرة حول عمل رجال الجبال والمناجم وتصوير حياة العمال والالات .انه اشبه بعالم خرافي وعالم أساطير. وهذا ما يجعل الجبل والمنجم أسطورة عند البعض. وهناك جولات في المنجم للتعرف على اسراره وتستغرق الجولة ساعة كاملة.
متحف الدمى ..منذ عام 2010 يقع المتحف مقابل متحف عروض أدوات الجبل والسيدة هيلكا ريد تعرض الدمى بحب كبير، وكذلك الدمى تحكي حكايات وعادات وتقاليد هوتين بيرغ ،كما يقولون.
في هذه السفرة ومن بعيد يبرز جبل مطل على بلدة هوتين بيرغ وقد صنعت سلالم على الصخر. واعلام بوذا ترفرف على سفوح الجبل الصخري والبراميل الدائرية والتي يقولون في الافكار البوذية بانها صلوات تصل السماء. والسلالم هي طريق الحجاج البوذيين واللوحات على الصخور. والبلدة أشبه بمنطقة في التبت. وهناك جدول صغير رومانسي حيث يقع على طرفه متحف هارار. ومنذ زمن بعيد أحببت زيارة هذا المتحف والإطلاع على مغامرات هذا الرجل الرحال المغامر والمستكشف.
انه هاينريخ هارار ..الباحث والرياضي ومتسلق الجبال والجغرافي والمولود عام 1912 في منطقة كنابين بيرغ. وقد قام بجولات استكشافية كثيرة حول العالم ولكن تظل مغامرته ورحلته في التبت اقرب رحلة الى قلبه ،الرحلة التي تحولت الى فيلم سينمائي عالمي "سبع سنوات في التيبت"وقام ببطولة دور هارار الفنان"براد بيت".وخلال هذه الفترة التي امضاها في التبت كان صديقا للدالاي لاما ومستشارا له ولهذا غدت التبت الموطن الثاني للمغامر النمساوي هارار.
متحف هارار يقع على مساحة 1000متر مربع حيث يضم 5 آلاف قطعة وتحفة ثمينة. وكان هارار قد جلبها من رحلاته واستكشافاته في العالم. وفي المتحف قسم يخص التبت وعاداتهم وديانتهم حيث الصلاة البوذية. ومتحف هارار بحد ذاته مقابلة وجها لوجه مع الحضارات والثقافات الغربية.
ولد هاينريخ هارار عام 1912 وودع الحياة عام 2006 . وبين ميلاده ومماته سجل تاريخا كبيرا لبلاده في الرحلات والاستكشافات والجغرافيا والعلوم. وقد اغنى المكتبة الانسانية بكتبه القيمة حول الحضارات الغريبة وثقافاتها . وكرياضي كان بطل النمسا في لعبة الغولف عام 1958 وقد القى محاضرات في نيويورك حول رحلاته ونال جوائز وميداليات عديدة من النمسا والعالم.
لقد كانت الخطوة الاولى لتاسيس المتحف عام 1982 حين تلقى هارار رسالة من بلدته في تاسيس المتحف.تم افتتاح المتحف عام 1992 بحضور الزعيم الروحي للتبت الدالاي لاما ويعد اقرب اصدقاء هارار واستمرت علاقتهم منذ بداية الاربعينيات. وقد القى لاما كلمة بمناسبة الافتتاح وقتها .لقد كانت تحف واثاث هارار قد حفظت في متحف الجبل . وعام 1983 اهدى هارار متحف الجبل 251 قطعة من مقتنياته وبعدها جلبها للمتحف.
زيارتي لهذا المتحف لها نكهة خاصة لاتنسى ابدا لاني حين سالت الادارة ان كانت الصحافة الشرقية قد كتبت حول المتحف وطرقت أبوابه فأجابوني بأنك، ومنذ عام 1992، اول شرقي تكتب للشرق نستقبله في المتحف. وفرحت وقتها كثيرا واهدوني كتاباً كبيرا راقياً حول متحف هارار وفيه تعرض حياته وسيرته وصور رحلاته التي التقطها في حياته.
الصالة الاولى للمتحف تعرض بوستراً كبيرا لفلم سبع سنوات في التبت والنسخة الاصلية من الكتاب والذي يقدر سعره ب 10 آلاف يورو. كذلك غطت حيطان الطابق الاول الصحافة العالمية والنمساوية مشوار هارار وتغطية نشاطاته ورحلاته.
وفي معارض زجاجية في الصالة شهادات وسيرته الذاتية وكذلك مذكراته وبخط يده بالاضافة الى جوازات سفره القديمة . وفي معارض اخرى صور طفولته وحياته في صور ولغاية رحيله .وتنوعت الصور بين الرحلات والشخصية وكذلك مع اهله وعائلته والدالاي لاما وكذلك مع السياسيين ومنهم الرئيس النمساوي الراحل توماس كليستل بالاضافة الى الميداليات والشهادات والتكريمات التي نالها في حياته. كذلك ضم الطابق الأول اولى ادوات هارار في التسلق على الجبال من الحبال والاخذية والملابس وكذلك عدة الغولف حين كان بطل النمسا.
صالة اخرى تضم اثات المغامر من هدايا وتذكارات جمعها في رحلاته في العالم. ولقد كانت افريقيا حاضرة بقوة في المتحف الدائم من خلال الطبول والسيوف ودلات القهوة والأقواس والنبال. وقد كتب المغامر كتابا حول اسرار افريقيا ولقد قضى فترات طويلة من عمره في افريقيا وبالاخص في السودان.
الطابق الثاني رحلة الى عالم التاملات والصلوات ،الى عالم التبت وقد شيدت حجرة كبيرة لهيكل بوذي في الطابق الثاني احتراما لذلك الشعب الذي ارتبط به هارار. كذلك تطرق في كتبه وبحوثه حول التبت والطب الروحي من خلال مطرقة الصلاة اليدوية . وهناك نماذج صغيرة للدمى بملابس تبتيه وكذلك العادات والتقاليد والأزياء التبتية تتركز بدقة في الطابق.
الطابق الارضي يحتوى على شاشة كبيرة لعرض حياة المغامر هارار . وكذلك خصص قسم كامل لأفريقيا وأسرارها بصورة باهرة. وهذه الاشياء هي من ممتلكات هارار وقد اهداها للمتحف الذي حمل اسمه وهو حي. وفي شرقنا المهترئ يكرم الإنسان بعد مماته. وامثال هارار هاينريخ يعدهم النمساويون هويتهم الحقيقية. زيارة لمتحف هارار زيارة الى العالم كله في ساعات والى قلب المغامرات في التبت وافريقيا وتظل النمسا من اجمل البدان بناسها وجبالها ومتاحفها.